نشرت صحيفة «واشنطن بوست» افتتاحية، ذكّرت فيها بتغريدة للرئيس المنتخب جوزيف بايدن، نشرها أثناء الحملة الانتخابية في يوليو عن عبد الفتاح السيسي، الذي وصفته بأنه «أكبر رئيس قمعي في تاريخ مصر»، قال فيها: «لا صكوك مفتوحة لديكتاتور ترامب المفضل».
وقالت الصحيفة إن الرئيس المنتخب لديه الفرصة لكي يحقق تعهده.
وأشارت الصحيفة إلى الاعتقالات التي شنتها حكومة السيسي، الأسبوع الماضي، ضد ناشطي حقوق الإنسان، التي شملت المدير التنفيذي للمبادرة المصرية للحريات الشخصية، ومسؤولين بارزين فيها.
وأضافت: «لطالما بررت إدارة ترامب أو تجاهلت هذه الاعتداءات، إلا في حالة تعرضها لمواطنين أميركيين. وعلى بايدن التأكيد أن إدارته ستكون مختلفة».
وبدأت الاعتقالات يوم الأحد، باعتقال المدير الإداري محمد بشير، ومدير وحدة العدالة الجنائية كريم عنارة، والمدير التنفيذي جاسر عبد الرازق، وجاء بعد تقديمهم إحاطات لمجموعة من 13 سفيرا ودبلوماسيين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا والاتحاد الأوروبي.
وبعد التحقيق مع الناشطين الحقوقيين حول اللقاء، وجهت لهم اتهامات الإرهاب، ونشر الأخبار الكاذبة.
وتضاف الحملة الأخيرة لحملات القمع التي ضمت الصحفيين والناشطين السياسيين ومنظمات المجتمع المدني، والتي تجري منذ عدة شهور، واعتقل فيها أكثر من 900 شخص.
وقالت الصحيفة: «يعد القمع صفة فارقة في نظام السيسي، الذي سجن منذ وصوله إلى السلطة في 2013 عبر انقلاب عسكري عشرات الآلاف من المصريين، وعذبهم، وقتل وغيب آلافا آخرين منهم».
وفقد الكونجرس -الذي يصادق سنويا على مساعدة مالية سنوية لمصر بأكثر من مليار دولار- الصبر مع نظام السيسي.
وفي أكتوبر، وقع 56 مشرعا ديمقراطيا على رسالة، يطالبون فيها النظام بالإفراج عن «المعتقلين ظلما لأنهم عبروا عن حقوقهم الأساسية».
لكن ترامب ظل يخص السيسي بالمودة. وأدت اعتقالات الأسبوع الماضي لاحتجاجات على مستويات عليا من الحكومات الأوروبية، بما فيها وزير الخارجية البريطانية ووزير الدفاع الفرنسي.
لكن الرد من إدارة ترامب كان وكالعادة صامتا، والرد الوحيد جاء يوم الجمعة، على شكل تغريدات من مسؤولين غير بارزين في وزارة الخارجية الأمريكية، وعبروا فيها عن «قلقهم العميق».
ومع أن بايدن لن يتولى المنصب إلا بعد عدة أسابيع، إلا أن لديه الفرصة لكي يرسل رسالة مختلفة، وهو ما فعله كبير مستشاريه أنطوني بلينكن في تغريدة: «مقابلة دبلوماسيين أجانب ليست جريمة، ولا الدعوة بشكل سلمي لحقوق الإنسان».
وقالت الصحيفة: «على بايدن أن يتحدث أيضا، وعليه طرح الموضوع في المكالمة الهاتفية التي يتلقاها من السيسي، ووعد بإحياء دعم الولايات المتحدة للديمقراطية وحقوق الإنسان حول العالم. ويجب أن تكون مصر هي الهدف الأول له».