قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف، اليوم الإثنين، إن السعودية طلبت من بلاده طائرات عسكرية وسفنًا حربية وجنودًا؛ للمشاركة في عملية عاصفة الحزم ضد ميليشيات الحوثيين في اليمن.
وحسب وكالة رويترز، صرح "آصف" بذلك، قبيل جلسة للبرلمان الباكستاني، لاتخذا قرار بشأن المشاركة في عملية عاصفة الحزم، إلا أن الوزير الباكستاني، لم يحدد المناطق التي تريد السعودية نشر القوات فيها.
وأوضح وزير الدفاع الباكستاني، أن كلًا من بلاده وتركيا، "قلقتان من الإطاحة بالحكومة الشرعية في اليمن بالقوة، من قبل لاعبين غير الدول (يقصد الحوثيين)"، لافتًا إلى أن بلاده اتفقت وتركيا على أن "استمرار الأزمة في اليمن، يمكن أن يجعل المنطقة تغرق في الاضطرابات".
من جانبه شدد رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، مرارًا على أن بلاده ستتصدى لأي تهديد "لسلامة الأراضي السعودية"، دون أن يحدد طبيعة التحرك الذي قد يتطلبع التصدي لمثل هذه التهديدات، التي لم يحددها بدورها.
ويشار إلى أن السعودية تعد حليفًا مهمًا لباكستان، إذ إن تفشي التهرب الضريبي يجعل باكستان في حاجة لضخٍّ منتظم للنقد الأجنبي، لتفادي حدوث انهيارٍ اقتصادي، ففي العام الماضي قدمت السعودية لباكستان مليار ونصف دولار، كما يشار إلى استضافة السعودية لنواز شريف، عقب الإطاحة به في انقلاب 1999.
وتلفت رويترز في تقرير لها، إلى أنه من المحتمل أن يثير دخل باكستان في عاصفة الحزم، عضب إيران التي تتقاسم معها حدودًا طويلة مضطربة، في منطقة تشهد تمردًا إنفصاليًأ. كما أنه من المقرر أن يزور وزير الخارجية الإيراني، باكستان، خلال الأسبوع الجاري.
هذا، وتشارك باكستان بقواتها، منذ وقت طويل، في مهمات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، لكن الرأي العام فيها يعارض إلى حد كبير، التدخل في أي تحرك تقوده السعودية في اليمن.
ويقول محللون كثيرون، إن الجيش الذي حكم باكستان لأكثر من نصف سنوات تاريخها منذ الاستقلال، له القول الفصل. وبدوره يلتزم الجيش حتى الآن الصمت.
وتتملك باكستان نحو 1.5 مليون جندي في الخدمة والاحتياطي، لكن ثلثهم تقريبًا ينخرط في عمليات على امتداد الحدود الأفعانية، فيما يقف الجزء الأكبر من القوات المتبقية في وجه الهند المسلحة نوويًا، بينما ينفذ آخرون خطة الحكومة الجديدة لمكافحة الإرهاب.
وفي تصريح للجنرال الباكستاني المتقاعد، محمد علي دوراني، والذي كان مستشارًا سابقًأ للأمن القومي في بلاده، أعرب عن اعتقاده بأن إرسال قوات باكستانية إلى بلد آخر (يقصد المشاركة في عاصفة الحزم) "سيكون حماقة"، مضيفًا: "أيًا كان سيكون ذلك خيارًا صعبًا جدًا بالنسبة لباكستان".