بين الحين والآخر ينتشر خبر وفاتهم وتتناقله وسائل الإعلام ليشغل الرأي العام لفترة من الزمن، وتكون النهاية واحدة وهي نفي خبر الوفاة، إنهم الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، والبعثي عزة الدوري نائب الرئيس العراقي، والداعشي شادي المنيعي زعيم ولاية سيناء، والذي أعلنت الشرطة المصرية قتلة أكثر من مرة.
الرئيس المخلوع حسني مبارك
رغم تكرار خبر وفاة المخلوع حسني مبارك البالغ من العمر 88 عامًا 13 مرة منهم 3 مرات خلال توليه الحكم، وآخر مرة منذ أسابيع قليلة، إلا أن مبارك حتى الآن لم يمت ويتمتع بصحة جيدة رغم تقدم عمره.
وكان أول إعلان لوفاة مبارك عام 2004 خلال توليه الحكم وقبل الانتخابات الرئاسية عام 2005، على يد الإعلامي “إبراهيم عيسي” عندما نشر مقال له تحدث فيه عن مرض مبارك، ووفاته الوشيكة، وانتشرت شائعة وفاته ووجود شبيه له يقوم بدوره كرئيس للجمهورية.
وفي عام 2007 انتشر خبر وفاة مبارك أيضًا على مواقع الإنترنت والمدونات؛ حيث زعمت بعض المدونات إنه توفي في مستشفى عسكري بالقاهرة، وزعمت أخرى أنه توفي في أحد مستشفيات باريس أو برلين، وتم نفي هذا الخبر وقتها من قبل المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، ليعود بعدها مبارك لممارسة عمله.
والمرة الثالثة التي توفي فيها مبارك خلال توليه الحكم عام 2010 وتزامنت هذه الشائعة مع إجرائه عملية جراحية في المرارة وتبني الشائعة وقتها النشطاء على موقع التواصل الاجتماعى “تويتر” وقام الفريق الطبي لمبارك في مستشفى جامعة هايدلبرج بألمانيا بنفي الشائعة، مؤكدا أن مبارك بخير.
وبعد قيام ثورة 25 يناير انتشرت شائعة وفاة مبارك 10 مرات ففي عام الثورة 2011 انتشرت شائعة وفاة مبارك 3 مرات، وفي عام 2012 أعلن التلفزيون المصري أن مبارك توفي إكلينكيا، إثر جلطة في المخ.
وخلال عام 2013 انتشر خبر وفاه مبارك عبر الناشط السياسي طارق العوضي، عضو الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، الذي كتب عبر صفحته الشخصية على “فيس بوك”: “أنباء مؤكدة عن وفاة المحكوم عليه حسني مبارك داخل سجن طره قبل ساعات من الآن، وسيتم الإعلان عن وفاته خلال الساعات القادمة.. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
وخلال عام 2014 انتشر خبر وفاة مبارك مرتين، أما في عام 2015 فقد توفي مبارك 3 مرات كان آخرها في 12 ديسمبر.
شادي المنيعي زعيم ولاية سيناء
قال عليه النشطاء: “إنه عامل شفرة الموت” بعد أن أعلنت وزارة الداخلية والإعلام أكثر من 5 مرات خبر وفاته ولكنه يظهر مرة أخرى في عملية جديدة لتنظيم ولاية سيناء”.
وخرج وزير الداخلية بنفسه ليؤكد خبر وفاته في الإعلام وأن الجثة بحوزة وزارة الداخلية، ليخرج شادي في فيديو جديد لولاية سيناء يؤكد كذب وزير الداخلية.
“مليون جنيه لمن يأتي برأس شادي المنيعي”.. هذا ما أعلنته القبائل السيناوية، وعلى رأسهم قبيلة الترابين، ولكن ظل “المنيعي” لغزا بعد تردد الأقاويل بشأن مقتله مرة، وهروبه أخرى خارج البلاد بعد الأحداث الأخيرة في سيناء، والتي تمت بعد 30 يونيو.
هو شادي زيد سليمان عواد المنيعي، من مواليد 1988، حصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة الفارابي في منطقة الجورة، ووالده زيد كان من المقاتلين مع منظمة التحرير الفلسطينية ضد إسرائيل عام 1970 وأسر وظل بها حتى تم إطلاق سراحه عام 1983 ضمن صفقة التبادل في الثمانينيات بإطلاق سراح أكثر من ألف أسير عربي مقابل 3 جنود إسرائيلين، ومن بعدها عاد زيد إلى قريته المهدية، وظل يعمل بها في الزراعة حتى توفي 2012م.
وانضم المنيعي إلى تنظيم التوحيد والجهاد، وهو يمتلك 3 منازل، الأول في المهدية، وهو منزل الأسرة الذي تقيم به، والثاني في المقاطعة، أما المنزل الثالث فكان في منطقة العجراء، وهو مخصص لاستقبال الشباب القادمين من شمال إفريقيا، ومن السودان، يتم تدريبهم بمنطقة محيطة بالمنزل على القتال، تمهيدا لإرسالهم للقتال في سوريا، ويتم تهريبهم عبر الأردن.
البعثي عزة الدوري
وأصبحت وفاة عزة الدوري أمين عام حزب البعث العراقي لغزًا محيرًا بالنسبة للكثير، فبين التأكيد على وفاته وإعلان آخرين أنه حي أصبحت الحقيقة غائبة في هذا الأمر.
وأعلن النظام العراقي أكثر من مرة مقتل عزة الدوري، ولكن أكدت الكثير من المصادر أنه ما زال حيًّا، وقالت صحيفة الوطن المصرية إنها أجرت مقابلة مع الرجل الثاني في النظام السابق عزة الدوري وذلك عبر “وسيط بعثي”.
ولم تعلن السلطات الرسمية في العراق عن نتائج الحمض النووي لجثة تعود لرجل ملامحه تشبه الدوري تماما، لكن فصيل حزب الله قال إن النتائج مطابقة، فيما نفى حزب البعث مقتل الدوري مرارا وبث بعد أنباء مقتله تسجيلا منسوبا له.
وقالت صحيفة “الوطن” إنه “منذ نحو عام تقريبا فكرت في إجراء حوار صحفي مع عزة إبراهيم الدوري الرجل الذي تتردد الشائعات بين الحين والآخر أنه قتل أو توفي، لكنه يخرج من جديد ويؤكد أنه لا يزال يقود البعث أمينا عاما للحزب المحظور”.
ويعتبر عزت إبراهيم الدوري (المولود عام 1942) الرجل الثاني في عهد صدام حسين وشغل العديد من المناصب؛ أهمها نائب رئيس مجلس قيادة الثورة وقبلها منصب وزير الداخلية ووزير الزراعة.
وبعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 اختفى الدوري، وأعلن حزب البعث الحزب الحاكم سابقا في العراق، أنه تسلم منصب الأمين العام للحزب خلفا لصدام حسين بعد إعدامه عام 2006.
ولعدة مرات نسبت إليه تسجيلات صوتية منذ ذلك الحين، وظهر في تسجيل مرئي يوم 7 أبريل 2012 بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيس حزب البعث.