موجة طقس حارة تمر بها البلاد؛ ففي الوقت الذي يهرب فيه المواطنون من الحر إلى المراوح والتكييفات، يقبع آلاف المعتقلين خلف القضبان، يواجهون الحر عبر فتحة التهوية الصغيرة بشباك الحجز، وسط تكدس عشرات المعتقلين داخل حجرات السجن الضيقة، فالمكان الذي لا يسع 20 سجينا، يتكدس بداخله أكثر من 150 سجينا يتناوبون على النوم وتهوية كل مجموعة للأخرى، ينتظرون دخول عدد جديد من المعتقلين أو خروج بعضهم، ليفتح الباب وتدخل كمية صغيرة من الهواء.
هاشتاج “مسجون_مخنوق #عايز_أتنفس” كان صرخة مدوية أطلقها رواد مواقع التواصل في ليلة شديدة الحرارة،
فقد طغى الحديث عن السجون على أي موضوع آخر، وأطلق ناشطون حملة “#مسجون_مخنوق”، والتي وصلت لقائمة الأكثر تداولا على تويتر، تضامنا مع المساجين، الذين يعانون التكدس وارتفاع درجات الحرارة.
الناشط حسن إبراهيم قال في تدوينه له على “الفيسبوك” :”رغم اني نايم بعد الفجر إلا إني صاحي من “ساعه’ مش عارف انام من الحر والهوا السخن اللي في الأوضه.. بضحك على نفسي !.
وأضاف :”ده احنا كنا 70 واحد في زنزانه تشيل 25 واحد مقسمين نفسنا ثلث يقف وثلث يقعد مقرفص وثلت ينام على سيفه ، في زنزانه مفيهاش غير نضارة باب الحجز الي تدخل هوا مع النور اللي عشنا عليهم سنه كامله !.
وتابع :”كنا بندخل ناخد دش بهدومنا عشان نحافظ على جسمنا مرطب ، ولما كان الضباط يفتحو الباب يدخلو حد مضروب او معتقل جديد او تفتيش كنا بنجري عالباب نشم أي هوا جاي ولو لثواني !”.
واختتم :”ادعو للمعتقلين كلهم الحراره برا 40 مابالك جوا اكتر من كدا بمراحل مع الخنقه والعدد وقلة التهويه ..هون على المعتقلين الحر يا كريم ، هون وثبتهم”.
ويعلق الناشط محمد محمود :” اول 3 ايام كنت محطوط انا و عبد الرحمن حمزة و ابو داوود في مكان اسمه ” السلخانة “، وهي عبارة عن حجرة ضيقة جدا جدا بها حوالي 22 مسجل خطر.
وأضاف محمد في تدوينه له على “الفيسبوك” اول ما دخلنا كنت قلقان جدا لحد ما لقينا المسجلين احترمونا لما اتكلمنا معاهم و بقينا صحاب و وعدناهم نتكلم عن معاناتهم جوة لما نخرج.
وأوضح محمد أن السلخانة لا يوجد بها اي تهوية غير شباك صغير فوق في السقف ولا يوجد اي تهوية اخرى، وكنا ننام فوق بعض ،علشان نعرف ننام و احيانا كان في ناس بتقف و ناس تنام و نبدل في النومة كلنا كنا عريانين و مش لابسين غير شورط بس”.
وتابع :”بنستحمي كل 10 دقايق و بنعرق اول ما نطلع من تحت المية، ناس كتير كان بيجيلها ضيق تنفس و كانت بتبقي خلاص بتموت “.
وختم :” ربنا يفك سجن الشباب و يصبرهم على العذاب في الجو ده … لو انت حران برة فهم بيموتوا جوة” .
وقال “أبو الأمراس”: “السنة دي عام الشباب واتوجب فيه مع الشباب، ان شاء الله السنة الجاية هتبقي عام النظام وهيتوجب معاه، حسبنا الله ونعم الوكيل. #مسجون_مخنوق”، وقالت أخرى تلقب نفسها بـ”بلادي”: “عندما تدمع عيناك لرؤية مشهد مؤلم، عندما يتمزق قلبك وجعا من الظلم، على صور البائسين لا تستحي، ولك أن تصرخ: أنا إنسان #مسجون_مخنوق #عايز_اتنفس”.
وكتبت نادية منتصر، مرفقة صورتها وعلى رأسها كيس بلاستيكي، تحت عنوان “المعتقلون المصريون يموتون ببطء داخل الزنازين… أنقذوا معتقلي مصر فورا! #عايز_اتنفس? #مسجون_مخنوق? ?#خنقتونا?”، إنّ “درجات الحرارة في مصر تصل لخمسة وأربعين درجة مئوية، وفي حين يعاني العديد من الحرارة المرتفعة، هناك في سجون الدولة المصرية من يتكدسون كأكوام من اللحم في زنازينهم الضيقة”.
وأضافت :يقول المعتقلون الذين تم الإفراج عنهم أن نظام سجون الدولة المصرية – كنوع من تأديب سجناء الرأي خاصةً- يكدس المعتقلين في الزنازين: فالزنزانة التي تتسع لـ15 شخص يتم وضع ضعف هذا الرقم فيها حتى يصبح التنفس أمراً شبه مستحيلاً.. في بعض الزنازين، لا توجد أي تهوية سوي شباك صغير في سطح الزنزانة لا يرحم المعتقلين الذين يأخذون “دورهم” في النوم أو الوقوف لأن قلة التهوية تتسبب في أزمات صدرية لأغلبهم”.
وقال الناشط عمرو جمال :”في الحر دا واحنا في المعتقل ..كنا بنقعد ” بالملابس الداخلية ” وجسمنا كله شلالات عرق .. وكنا بنقسم نفسنا مجموعات تهوية بالفوط والملايات”.
وأضاف :”ورغم كده كان كل شوية حد يقع مغمى عليه من ضيق التنفس ونطلع نجري نخبط على باب الزنزانة عشان يفتحوا يطلعوه ياخد نفسه”.
وتابع :”اول ما روحت قالولي الزنزانة دي مات فيها 3 قبل كده من الحر وفي الفترة اللي قضيتها مات واحد فالزنزانه اللي جنبنا”.
وختم :”اكتبوا عن المعتقلين وعرفوا الناس بحالهم فالجو دا”.