حصلت “شبكة رصد” على نسخة أولية من وثيقة حركة “حماس” الجديدة التي ستعلن عنها خلال أيام في مؤتمر صحفي بالعاصمة القطرية الدوحة وأكدت فيها اعترافها بدولة فلسطينية على حدود 1967 دون الاعتراف بـ”إسرائيل”، كما أنها لم تذكر أية علاقة لها بجماعة الإخوان المسلمين.
وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” هي حركة تحرر ومقاومة وطنية فلسطينية إسلامية، هدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني، مرجعيتها الإسلام في منطلقاتها وأهدافها السامية.
تؤمن الحركة بأن هذه النهضة الإسلامية المدخل الأساسي لهدفها، وهو تحرير فلسطين كاملة من النهر إلى البحر؛ فهي حركة تحرر وطني ذات فكر إسلامي وسطي معتدل، تحصر نضالها وعملها في قضية فلسطين، ولا تتدخل في شؤون الآخرين.
وأشارت الوثيقة إلى عدم تدخل الحركة في شؤون أي دولة؛ في مسعى إلى توجيه رسالة إلى عدد من الدول العربية، وعلى رأسها مصر.
كما أكدت الوثيقة الجديدة لحركة “حماس” أن نضالها سينحصر ضد الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وتتبع في هذا النضال الوسائل كافة، بما فيها الكفاح المسلح؛ أي إنها تلتزم بالحقوق التي يتيحها القانون الدولي للشعوب الخاضعة إلى الاحتلال.
ومن أبرز ما تناولته الوثيقة:
– فلسطين بحدودها التاريخية المعروفة، من نهر الأردن شرقًا إلى البحر المتوسط غربًا ومن رأس الناقورة شمالا إلى أم الرشراش جنوبًا، وحدة إقليمية لا تتجزأ، وهي أرض الشعب الفلسطيني ووطنه. وإنّ طرْد الشعب الفلسطيني وتشريده من أرضه وإقامة كيان صهيوني عليها لا يلغي حق الشعب الفلسطيني في كامل أرضه ولا ينشئ حقًا مشروعًا للكيان الصهيوني الغاضب فيها.
– ترفض “حماس” كل المشاريع الهادفة إلى تصفية قضية اللاجئين، بما في ذلك محاولات توطينهم خارج فلسطين ومشاريع الوطن البديل، وترى أن تعويض اللاجئين والنازحين الفلسطينين عن الضرر الناتج عن تشريدهم واحتلال أرضهم حق ملازم لعودتهم، ويتم بعد تنفيذ هذا الحق، ولا يلغي ولا ينتقص من حقهم في العودة.
– تفرق “حماس” بين اليهود كأهل كتاب واليهودية كديانة من ناحية، وبين الاحتلال والمشروع الصهيوني من جهة أخرى، وترى أن الصراع مع المشروع الصهيوني ليس صراعًا مع اليهود بسبب ديانتهم. وحماس لا تخوض صراعًا ضد اليهود لكونهم يهودًا؛ وإنما تخوض صراعًا ضد الصهاينة المحتلين المعتدين، وستواجه حماس كل من يحاول أن يعتدي على الشعب الفلسطيني أو يغتصب حقوقه أو يحتل أرضه، بصرف النظر عن دينه أو قوميته أو هويته.
– يعدّ باطلًا كلٌّ من: وعد “بلفور”، صكّ الانتداب البريطاني على فلسطين، قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، وكل ما ترتّب عليها أو ماثلها من قرارات وإجراءات، وإن قيام “إسرائيل” باطل من أساسه، وهو مناقض لحقوق الشعب الفلسطيني وإرادته وإرادة الأمة، ولحقوق الإنسان، وللقوانين والمواثيق الدولية؛ وفي مقدمتها حق تقرير المصير.
– لا تنازل عن أي جزء من أرض فلسطين مهما كانت الأسباب والظروف والضغوط، ومهما طال الاحتلال. وترفض حماس أي بديل عن تحرير فلسطين تحريرًا كاملًا من نهرها إلى بحرها. وإن إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967، مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم التي أخرجوا منها، هي صيغة توافقية وطنية مشتركة؛ ولا تعني إطلاقًا الاعتراف بالكيان الصهيوني، كما لا تعني التنازل عن أي من الحقوق الفلسطينية.
– ترفض “حماس” جميع الاتفاقات والمبادرات ومشاريع التسوية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية أو الانتقاص من حقوق شعبنا الفلسطيني، وإن أي موقف أو مبادرة أو برنامج سياسي يجب أن لا يمس هذه الحقوق ولا يجوز أن يخالفها أو يتناقض معها.
– تؤكّد حماس أنه لا يمكن لأي سلام في فلسطين أن يقوم على أساس ظلم الشعب الفلسطيني واغتصاب أرضه وتهجيره منها. وإن أي تسويات تقوم على هذا الأساس لن تؤدي إلى السلام، وستظل المقاومة والجهاد لتحرير فلسطين حقًا مشروعًا وواجبًا وشرفًا لكل أبناء شعبنا وأمتنا.
– ترفض “حماس” المسّ بالمقاومة وسلاحها، وتؤكد على حق شعبنا في تطوير وسائل المقاومة وآلياتها. وإن إدارة المقاومة من حيث التصعيد أو التهدئة، أو من حيث تنوع الوسائل والأساليب، يندرج كله ضمن عملية إدارة الصراع، وليس على حساب مبدأ المقاومة.
– تؤكد حركة “حماس” على رفضها التام لاتفاقات أوسلو وملحقاتها وما ترتب عليها من التزامات تتناقض مع مصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه.
– ترحب “حماس” بمواقف الدول والهيئات التي تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، كما تدين دعم أي جهة أو طرف للكيان الصهيوني، أو التغطية على جرائمه وعدوانه على الفلسطينيين.
– تؤمن “حماس” بالتعاون مع جميع الدول الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، كما ترفض الدخول في النزاعات والصراعات بينها. وتتبنى حماس سياسة الانفتاح على مختلف دول العالم؛ وخاصة العربية والإسلامية، وتسعى إلى بناء علاقات متوازنة، يكون معيارها الجمع بين متطلبات القضية الفلسطينية ومصلحة الشعب الفلسطيني وبين مصلحة الأمة ونهضتها وأمنها.
– تؤكد “حماس” ضرورة استقلالية القرار الوطني الفلسطيني وعدم ارتهانه لجهات خارجية، وتؤكد في الوقت نفسه مسؤولية العرب والمسلمين وواجبهم ودورهم في تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني.
– منظمة التحرير الفلسطينية إطار وطني للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج يجب المحافظة عليه، مع ضرورة العمل على تطويرها وإعادة بنائها على أسس ديمقراطية، تضمن مشاركة جميع مكونات الشعب الفلسطيني وقواه، وبما يحافظ على الحقوق الفلسطينية.