أصدرت الرابطة التونسية للعلماء والدعاة بيانًا بخصوص زيارة الشيخ وجدى غنيم إلى تونس منتقدة ما وصفته بـ"الهجمة الشرسة" على الدين، الذي ضاقت به صدور العلمانيين فنطقت به ألسنتهم.
وقالت الرابطة إنها تستنكر بشدة جرأة العلمانيين في تونس على الدين الإسلامي ورموزه وعلى ثوابت الشعب التونسي المسلم ومقدساته وقيمه، وتجرم بقوة ما يقومون به من الحملات الآثمة المسعورة في الصد عن الحق والعدل والخير والفضيلة، وما يسلكه إعلامهم المفلس من التخذيل عن سبيل الله وإشاعة الأخلاق السيئة، ومحاربة دين الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقًا.
وأشارت الرابطة في البيان إلى أنها تجرم ما قام به العلمانيون من محاولات لإحداث الفوضى وخرم سلك الأمن والنظام، لإفساد محاضرة الشيخ وجدي غنيم في القبة، وما أثاروه ضده من الأباطيل والشائعات المغرضة.
ووصفت الرابطة العلمانيين في تونس بشرذمة قليلة، قائلة إنهم "من تربية المخلوع "بن علي" ومن قبله ومن رواسب النظام البائد، ينتمون إلى منظومة فكرية دخيلة على البلاد، مضرة بالعباد، محاربة لله ولرسوله ولدينه وللمؤمنين، ومعادية للمصالح الحقيقية للشعب التونسي وحرياته، وليس لهذا الفكر قرار في أرض الإسلام وإن كثر طنينه الأجوف، "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
ووجهت الرابطة اتهامات للعلمانيين برمي المسجد والمصلين بالحجارة في المهدية، وقد بلغ غيظهم واستهتارهم بالأمن والنظام درجة خرجت عن السيطرة، وظهروا على حقيقتهم بالانتقال إلى الاعتداء البدني الأثيم بالسلاح الأبيض؛ حيث طعنوا شابًّا بسكين ست طعنات.
واعتبرت الرابطة أن العلمانيين لديهم خلل منهجي فإنهم يزنون بميزانين مختلفين، مشيرة إلى أنهم يكيلون بمكيالين متضادين، فهم لا يتبنون الديمقراطية إلا إذا كانت بمعنى الزيغ والضلال، ولا يحترمون الحرية إلا إذا كانت بمعنى الفساد والانحلال، ويريدون لأنفسهم ما يحجرونه على غيرهم، ولهذا فإنهم يفرحون بمن يفد على تونس ممن يخدم توجهاتهم من الفنانين والمفكرين ونحوهم، وتضيق صدورهم بمن يأتى داعيا إلى الله والخير والفضيلة، فيصدق عليهم قول الحق تبارك وتعالى: (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون).
وأضافت الرابطة أن البعد العالمي في الإسلام يرفض الحدود الجغرافية في انتساب العلماء، فهم علماء مسلمون، سواء كانوا من المشرق أو المغرب، وهم أبناء أمة الإسلام وإن تباعدت بهم الأراضي والأوطان، ولا ينبغي أن ننخدع بدعاوى العلمانيين فتأخذنا نعرة العصبية، ونقول لتونس أيضًا علماؤها، نعم خرّجت الزيتونة حقًّا على مدار التاريخ علماء أجلاء، والجميع علماء مسلمين وكفى، ومن حق أهل تونس بل من الواجب عليهم أن يستفيدوا من علمهم.
وحذرت الشعب التونسى من الاغترار بالعلمانيين وأطروحاتهم الفاسدة ومقولاتهم الباطلة، التي تؤدي إلى غضب الله جل وعلا، وتقوض الوحدة الوطنية، وتنشر الفرقة واختلال الأمن فى البلاد، والسقوط في شراكهم.