«السيسى لا ينظر تحت قدميه، وإنما ينظر إلى المستقبل»، هكذا وصفت ماجدة هارون، رئيسة الطائفة اليهودية في مصر ورئيسة جمعية «قطرة اللبن» للحفاظ على التراث اليهودي، عبدالفتاح السيسي، مجددة دعمها له أثناء مشاركتها في مؤتمر «الفن الإسلامي لمواجهة التطرف» الذي نظّمته مكتبة الإسكندرية من 21 إلى 23 مارس الجاري.
وهذه ليست المرة الأولى التي تدعم فيها الطائفة اليهودية السيسي، الذي عقد في يوليو 2015 بالقاهرة خمسة لقاءات مع ممثلين عن رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية، ثم عقد لقائين أيضًا في 2016 بالقاهرة (في فبراير وديسمبر)، وبينهما لقاء في سبتمبر بنيويورك؛ وأكّد لهم أنّ إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إحدى أهم أولوياته.
وكما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ السيسي التقى في 2016 برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وملك الأردن عبدالله الثاني ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري في مدينة العقبة الأردنية لبحث إطلاق مبادرة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبعدها بعام التقى السيسي بنتنياهو في أميركا.
وأوضح نتنياهو أنّ الاجتماع السري عُقِد بناء على دعوة منه، وأنه رفض مشروعًا للسلام الإقليمي قدمه جون كيري ويتضمن اعتراف العرب بـ«إسرائيل» دولة يهودية مقابل استئناف المفاوضات بينها والسلطة الفلسطينية بدعم عربي.
يخدم مصالحهم
وفي هذا السياق، قال الباحث السياسي الموريتاني الدكتور محمد مختار الشنقيطي إنّ «السيسي منذ توليه السلطة يحاول أن يتقمّص شخصية الرئيس الراحل أنور السادات، وأعلن منذ سنوات أنه حلم به ويريد أن يصبح مثله، ويظهر زعيمًا ملهمًا أو بطل الحرب والسلام؛ ولذلك يريد أنه يتوصّل إلى اتفاق سلام عربي إسرائيلي حتى ولو على حساب العرب والمسلمين، فكل ما يهمه الحصول على الشو الإعلامي أمام أميركا».
وأضاف، في تصريح لـ«رصد»، أنّ «اليهود يدعمون السيسي بشكل مباشر لأنّه يخدم مصالحهم في المنطقة العربية؛ فهو يدرك جيدا أنّ إرضاء إسرائيل يليه رضا أميركا وكسب ودها؛ خاصة وأنّ ترامب يسير في طريق تقوية شوكة اليهود في المنطقة العربية، من ثم كان السيسي وسيكون رجل اليهود الأول في المنطقة الذي يعمل لمصالحهم».
صفقة القرن
ويرى الدكتور يحيى القزاز، الناشط السياسي وأستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان، أنّ «السبب الرئيس لدعم اليهود له علنًا هو خطة صفقة القرن التي تحدّث عنها السيسي أثناء لقائه بنظيره الأميركي في البيت الأبيض، ولكن لا أحد يعلم تفاصيلها أو أهدافها حتى الآن؛ بينما تتجه التكهنات إلى أنّ الحديث بشأن تسوية القضية الفلسطينية وتوطين أهل قطاع غزة في سيناء».
وبشأن حرص السيسي على أن تكون اتصالاته مع «إسرائيل» علنًا، أوضح القزاز في تصريح لـ«رصد» أنّ «السيسي يتسوّل الدعم الغربي والأميركي؛ عن طريق دعمه لأفكار الاحتلال الإسرائيلي وتأييدها، وقرر أن يتعامل مع الأمر بأنهم مواطنون لهم حقوق وواجبات؛ ومن ثم العمل على وأد القضية الفلسطينية».