تكريم الراقصة فيفي عبده في ذكري "يوم الأم" بالأمم المثالية، واستنكار الشباب ونشطاء مواقع التواصل وانتزاع اللقب لصالح أمهات الشهدء وزوجة الدكتور البلتاجي، فتح التساؤلات حول ذكري وتاريخ اليوم الذي تتزامن بسببه الدعوات بين قول شاعر النيل حافظ إبراهيم: "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيّب الأعراق". وسخرية شباب الفيس بوك: "الأم مدرسة إذا شخلعتها شخلعت شعبا لين العضلات!" .
عيد الأم ..
يحتفل بعيد الأم في العديد من الأيام وفي شتى المدن في العالم وفي الأغلب يحتفل به في شهر مارس أو أبريل أو مايو. ويعتبر مكمل لعيد الأب. وهو احتفال لتكريم الأمهات والأمومة ورابطة الأم بأبنائها وإظهار أثر الأمهات على المجتمع .
ويختلف تاريخه من دولة لأخرى، فمثلا في العالم العربي يكون اليوم الأول من فصل الربيع أي يوم 21 مارس، أما النرويج فتقيمه في 2 فبراير، أما في الأرجنتين فهو يوم 3 أكتوبر، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم 1 مايو. وفي الولايات المتحدة يكون الاحتفال في الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام. وفيه يتم عرض صور رسمها أطفال بين السادسة والرابعة عشرة من عمرهم وتدخل ضمن معرض متجول يحمل اسم "أمي" ويتم نقله كل 4 سنوات يتجول المعرض في العديد من الدول .
عيد الأم هو ابتكار أمريكي ولا ينحدر مباشرةً تحت سقف احتفالات الأمهات والأمومة التي حدثت في كل مكان في العالم منذ الآلف السنين. مثل عبادة اليونان لكوبيلي ووعيد الرومان لهيلريا واحتفال المسيح في يوم الأحد لتكريم الأمومة. بالرغم من ذلك أصبح مصطلح عيد الأم مرادف لهذه العادات القديمة .
سبب التسمية
في عام 1912 أنشئت "أنا جارفيس" الجمعية الدولية ليوم الأم.، وأكدت بأن مصطلح "mother's" يجب أن يكون مفردا وفي صيغة الملكية -في اللغة الإنجليزية – وليس جمع في صيغة الملكية. لجميع العائلات تكريماً لأمهاتهم ولكافة الأمهات في العالم، واستخدم هذه التسمية رئيس الولايات المتحدة وودرو ويلسون في القانون كعيد رسمي في الولايات المتحدة، من قبل الكونغرس الأمريكي في أُسس القانون وأيضاً من قبل الكثير من الرؤساء في إعلاناتهم مركزين على عيد الأم، ومع ذلك فإن (يوم الأم) "mother's day" في صيغة جمع الملكية أو (يوم الأمهات) "mothers day" في صيغة جمع غير الملكية يمكن أن يستخدم في بعض الأحيان .
و كان أول احتفال لعيد الأم عام 1908 عندما قامت أنا جارفيس ذكرى لوالدتها في أمريكا. و بعد ذلك بدأت بحملة لجعل عيد الأم معترف به في الولايات المتحدة. وبرغم من نجاحها في عام 1914 إلا أنها كانت محبطة في عام 1920لأنهم صرحوا بأنها فعلت ذلك من اجل التجارة، اعتمدت المدن عيد جيفرس و أصبح الآن يحتفل به في جميع العالم، وفي هذا التقليد يقوم كل فرد بتقديم هديه أو بطاقة أو ذكرى للأمهات و الجدات .
مصر تتعرف علي المناسبة
أول من فكر في عيد للام في العالم العربي كان الصحفي المصري الراحل علي أمين – مؤسس جريدة أخبار اليوم مع أخيه مصطفي امين -حيث طرح علي أمين في مقاله اليومي ‘فكرة’ طرح فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلا: ,,لماذا لا نتفق علي يوم من أيام السنة نطلق عليه ‘يوم الأم’ ونجعله عيدا قوميا في بلادنا وبلاد الشرق.
ثم حدث أن قامت إحدى الأمهات بزيارة لمصطفى أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من أجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير “فكرة” يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها، وكان أن انهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وبعدها تقرر أن يكون يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع ؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة .
الأم مدرسة .. إذا "شخلعتها" !
التضحية والثبات وحسن تربية الأولاد كانت أحد أسباب تكريم الأم وتخصيص يوم لها كما اتضح من النشأة، ولكن بالأمس العاجل وفي ذات الذكري، دار جدل كبير بين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي بعد حصول الراقصة فيفي عبده، والمشهورة بالمشاهد الفاضحة في أفلامها، على جائزة "الأم المثالية"، إذ انتشر الخبر كالنار في الهشيم، وسط تعليقات ساخرة حول القرار بأبعاده الاجتماعية والسياسية .
يقول الخبير فى الشئون السياسية و الإستراتيجية الدكتور ممدوح المنير : "في عهد المخلوع مبارك أجرى التليفزيون المصري حوارا مع نفس الراقصة فيفي عبده للتعرف على مشروعها ( النضالي!) ، فكان مما حكته يومها أنها "هربت من المنزل حتى تمتهن الرقص، حتى أكرمها الله و نجحت في الرقص!"، حتى هنا والكلام قد يبلع بصعوبة شديدة. المفاجأة أن بعدها بأسبوع لاحظ الباحثون ارتفاع نسبة الهروب من المنزل من الفتيات المراهقات بنسبة 30% ، طبقا لما نشرته وزارة الداخلية من عداد البلاغات التي قدمتها أسر تتحدث عن هروب بناتها عقب مشاهدة الحلقة !!" .
صحف مصرية كانت قد ذكرت أن خطوة التكريم جاءت من "نادي الطيران"، غير أن وسائل إعلام أخرى نقلت عن رئيس النادي نفيه أن يكون لمجلس الإدارة دور في القرار، محملا أحد مسؤولي العلاقات العامة مسؤولية ما جرى، كما وعد بمحاسبته وإحالته للتحقيق .
التعليقات الساخرة علي الخبر انفجرت علي مواقع التواصل الاجتماعي فيقول "محمد الدريب" بسخرية: "فيفي عبده حصلت علي جائزة الأم المثالية، يعني لما واحد يسب واحد ويقوله يابن الرقاصة يقصد يا ابن الأم المثالية."ويضيف "الهرم" قائلا: "الأم مدرسة إذا شخلعتها شخلعت شعبا لين العضلات". وعلق آخرون "النقطة تحت أقدم الأمهات". "أصل الجايزة دي مش محتاجة تضحيات.. محتاجة ليونة". "إنما الأمم الصاجات ماب قيت" .
أم الشهيد .. أمي !
ممدوح الولي نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة الأهرام السابق قال إن الأم المثالية هي كل أم قدمت شهيدًا أو شهيدة فداء للشرعية، فما بالنا بمن قدمت أكثر من شهيد، وهي كل أم قدمت مصابًا في سبيل نصرة الحق، فما بالنا بمن قدمت أكثر من مصاب .
وأضاف الولي عبر "فيس بوك" أن الأم المثالية هي كل من اعتقل ابنها أو ابنتها بسبب موقفهم الرافض للانقلاب، وهي كل أم صابرة على مطاردة ابنها أو زوجها بسبب دفاعهم عن الحق، وهي كل أم مازال ابنها أو زوجها من المفقودين. وهي كل أم خرجت إلى ميدان رابعة أو النهضة أو أي من ميادين الثبات والصمود، وهي كل أم شاركت في المسيرات الرافضة للانقلاب في ربوع البلاد، أو دفعت بأبنائها للمشاركة، وهي كل من أنكرت بلسانها أو بقلبها أفعال الانقلابيين المجرمة وسفكهم للدماء الطاهرة .
الأمر لم يتوقف عند قادة الرأي فقد دشن عدد من النشطاء علي "فيس بوك" و"تويتر" دعوات لتكريم أمهات الشهداء بداية من ثورة الخامس والعشرين من يناير وحتي الآن، وردد البعض منهم "أمهات الشهداء أمي" واتجهت أغلب التعليقات إلي السيدة سناء عبد الجواد زوجة المعتقل الدكتور محمد البلتاجى، وأم أسماء البلتاجي التي استشهدت خلال أحداث فض اعتصام رابعة العدوية، والمعتقل أنس، في حين يطارد باقي أبنائها، بعد انقلاب الثالث من يوليو .
السيدة سناء هي واحدة من ألاف الأمهات اللآتي حرمن من تهنئة أبنائهن وبناتهن في ذكري "يوم الأم" ، فمنهم من قضي شهداء أو مصابين أو معتقلين ومنهم من ينتظر مطارداً من الانقلاب العسكري وسلطاته القمعية، يجمعهم جميعاً قاسم مشترك وأمل متجدد بأن تنضبط موازين العدالة والاختيار في مصر يوماً لتعيد الأوضاع إلي حالتها السليمة، أمهات الشهداء علي منصات التتويج، وبائعات الهوي إلي مسارح الرقص .