شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

صديق “ضرورة” “1”!

صديق “ضرورة” “1”!
"صداقات هذه المرحلة مختلفة، فإنه ليعاني غربة مركبة، حدث الطوفان في بلده، وإن تعددتْ أسبابه كما أسماؤوه، وفي النهاية انحاز إلى الخالق ثم الإنسان بداخله، والأخير اختار أقرب الفريقين إلى الحق، إذ إن هناك فريقاً خانئاً يحمل فوق

“صداقات هذه المرحلة مختلفة، فإنه ليعاني غربة مركبة، حدث الطوفان في بلده، وإن تعددتْ أسبابه كما أسماؤوه، وفي النهاية انحاز إلى الخالق ثم الإنسان بداخله، والأخير اختار أقرب الفريقين إلى الحق، إذ إن هناك فريقاً خانئاً يحمل فوق ظهره تلالاً من الخطايا، وفي الطرف المقابل هناك فريق غبي يحمل فوق رأسه تلالاً من الأخطاء، ومع بعد الخطايا عن الأخطاء ..إلا إنه في الغربة اكتشف تفلتاً في الصف الذي انحاز واختار.. بخاصة في موقع متقدم .. وكانت صداقات من مثل الوميض بعضها يعتقد إنه سيطول والآخر تمنى لو لم يكن”.

عرفك في حياته كما عرف المآسي، وإن لم تكن سبباً فيها لا من قريب ولا من بعيد، وإن كان يعترف لك بالجهد في تمني حلها، والاخلاص في عملك، ولكن ضمكما أول موعد وكان الحديث فيه ليس إلا عن السياسة، ولو في ابواب التجارة والبيع والشراء، وكذلك سيكون الأخير، حتى إنه لما يبحث لك عن عنوان لا يجد لك إلا “الضرورة” عنواناً للمعرفة ثم لمحاولة البيع والشراء، صارت السياسة بديلاً حتى عن مشاعرنا، وصارت الصداقات تتلون بألوان السيئين حتى لو كنا على طرف النقيض منهم، لا يكتمك سراً أنك بالتحديد فقتَ الذين توقع اتخاذهم موقعاً معاكساً بتكوينه وحياته، وإنك ضمن دائرة الأصدقاء غير المسئولين عن الازمة الراهنة، إنك كنت أبعد ما تكون لديه عن الاتهام بسوء الخلق، ولكن معرفة بك تمت في السنة الأولى، اختلفت عن منتصف الثالثة، اختلتْ الأمور منك ولديك، أورثتك محنةً لم تكن تتوقع استمرارها بحال من الأحوال طبعاً وخُلقاً..غير معهودين ولا متوقعين منك أنت بالتحديد، حتى لكأنك صرتَ المحنة بقلب تاريخ الأيام فكلما أوغلت في المضي زاد حجم سوء الظن بداخلك ..

لقيكَ في تجارة.. فكنتَ نعم التاجر الماهر الحاذق الذي أخذ من كل علم وفن يخص البيع والشراء بطرف، ثم إنك في النهاية متوسط في جميع الأطراف، وعلى النقيض من آخرين مجيدين في الأغلب ممتازين في الندرة، كنت وما زالت المجيد في ثمانية من عشرة، فيما يحسن غيرك في ستة لكنهم مميزين في ثلاث، لا يعطي الله تعالى الخير لأحد على إطلاقه، لذلك لديك ثمانية.. وقد تأتي بالتاسعة عرضاً أو افتئاتاً أو هواية لكنك غير ممتاز في واحدة من قبل أو من بعد .. موهبتك، وهي غير قليلة، في الجمع بأطراف مع عدم امتلاك طرف، رأى في المرات الأولى طفرة الحياء من شفتيك لوجه مثلث يعكس اندهاشاً وقابلية للحدة، وقوام بالغ النحافة، واصابع مدببة، وألتفات دائم للخلف والأمام معاً، وفهم منذ البداية إن التعامل بالربح والخسارة معك اكثر من مثمر .. 

تبدي الأيام لنا من الآخرين مواهب أكثر مما كنا نتخيل، ظل الخيط معلقاً بينه وبينك حتى قارب خيط الامل لديك الانتهاء .. ولم تعد تأمل في حل لحالي الأزمة .. فأثمر الانتظار لديك ظهوراً لطبع أصيل فيك .. برهن مع الأيام إن لديك موهبة أنت مميز فيها، القدرة على التربص بالآخرين وإفناء العمر في جدالهم..!

طبع فيك ألا تخرج من معركة مهزوماً، فإن تمت هزيمة تيار عام تنتسب إليه فار بداخلك دم ينتمي للدنيا، التي من المفترض إنك تزهدها، تثبت إنك ماهر حاذق في مجال مع أخذك بطرف من عميق المجالات الأخرى..

كنت في القلب والعقل والوجدان منه .. طالما اعتز بأن قال إنك “صديق الضرورة”، لك من القلب حيّز اللحظة، حتى إذا استقرتْ أحزانه منك وفيك مرة بعد اخرى، ورآك تكيد من أجل لقمة .. وانتهاز ما تراه هفوة .. كي تثبت لمتعهد توريد يغيرك كل عام مرة إنك مطيع أفضل من ظله أو بعض السائرين على أربع خلفه، وينزه نفسه من الزج بوصف لك هنا، ليس بمقدار عميق محبة كانت للحظة بينكما، فماذا لما تطال سنوات.. 

لما رآك تتبع مصالحك بل تفتأت لأجلها، وتبيع لمن لا يعزونك ولا يحترمونك لما تفعل عوضاً عن نزولك من عيون أحبتك .. علم بعد حين .. لما تُكرر غدراً وخيانة كل مرة.. إنه ما من داع ولا سبب لصديق ضرورة أو تجارة .. ولو كنتَ أقرب مثال لهما!



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023