أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء اليوم الأربعاء، أن المحاولة الانقلابية التي وقعت أحداثها الجمعة الماضية، لم تحقق هدفها، واصفًا المواطنون الأتراك بأنهم سطروا ملحمة بطولية بتضامنهم مع الديموقراطية، وإفشالهم للانقلاب.
وأعلن أردوغان – حسب وكالة الأناضول – في مؤتمر صحفي عقده اليوم عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي استمر لخمس ساعات، فرض حالة الطوارئ في بلاده لثلاثة أشهر، مشيرًا إلى أن إعلان حالة الطوارئ ليس “ضد الديمقراطية والحقوق والحريات، بل جاءت من أجل حماية وتعزيز تلك القيم”، على حد قوله.
وبرر أردوغان فرض حالة الطوارئ بأن 246 تركيًا فقدوا حياتهم منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، بينهم مدنيون وعسكريون ورجال شرطة، وأصيب ألف و536 آخرون، نتيجة إطلاق الانقلابيين النار عليهم، على حد قوله.
كما أعرب أردوغان عن رفضه توجيه أي انتقادات لبلاده بسبب فرض حالة الطوارئ، قائلًا : ” لا يحق لمن التزم الصمت تجاه الدول الأوروبية التي اتخذت تدابير مماثلة، أمام أحداث إرهابية صغيرة، توجيه أي انتقادات إلى تركيا”.
وأثنى الرئيس التركي على عناصر الشرطة، مشيرًا إلى أنهم هرعوا إلى رأس عملهم دون أي تردد رغم الهجمات العنيفة التي تعرضت لها مقارهم خلال محاولة الإنقلاب الفاشلة.
من جانبه صرح وزير الداخلية التركي آفكان آلا بأن إعلان حالة الطوارئ لن يشكل أي تأثير سلبي على حياة المواطنين الأتراك، وإنما سيكسب زخمًا لعمل الأجهة الأمنيه، فيما أطلق عليه “مكافحة الإرهاب”.
و كان النظام التركي قد تعرض لمحاولة انقلاب فاشلة، يوم الجمعة الماضي، قادتها بعض قيادات الجيش التركي، إلا أن ملايين الأتراك نزلوا إلى الشوارع في مختلف مناطق البلاد، استجابًة لدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإفشال الانقلاب، واتهم أردوغان الضباط الذين قادوا محاولة الانقلاب بأنهم ينتمون إلى ما يعرف بالكيان الموازي، الذي يقوده عبد الله جولن المقيم حاليًا بالولايات المتحدة الأميركية.
وأفادت وسائل إعلام تركية، أن السلطات التركية وجهت رسميًا تهمًا بتدبير الانقلاب العسكري إلى 99 جنرالًا تركيًا.
هذا وأكدت وزارة الدفاع الوطني في تركيا، اليوم الأربعاء، إقالة 3 جنرالات وأميرال من مناصبهم، موضحة أن بينهم مساعد لوزير الدفاع و3 رؤساء مديريات تابعة للوزارة، وذلك للاشتباه بوجود صلات بينهم وبين منظمة جولن.
و في إسطنبول وحدها، أمرت المحاكم باعتقال 788 شخصًا، بينهم عسكريون ورجال شرطة ومدرسون بتهم الانتماء إلى منظمة “إرهابية”، وخرق الدستور، ومحاولة إسقاط الحكومة المنتخبة، والاغتيال، كما أعلنت شرطة أنقرة عن عزل 900 رجل أمن مؤقتًا على خلفية التحقيقات في الانقلاب الفاشل.